TOMBOL DARI FAJAR



ULUMUL QUR AN


علوم القرآن نشأتها و تطورها

القرآن الكريم هو معجزة الخالدة, أنزله الله على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم – ليخرج الناس من الظلمات إلى النور , ويهديهم إلى الصراط المستقيم , فكان صلوات الله و سلامه عليه يبلغه أصحابه رضي الله عنهم – و هم عرب خلص- فيفهمونه بسليقتهم و إذا التبس عليهم فهم آية من الآيات سألوا رسول الله عنها وكان يفسر لهم بعض الآيات ابتداء , و كانوا – رضي الله عنهم – يقرؤون القرآن و يتدبرون معانيه و يتدارسون أحكامه , ويحفظونه و يفسرونه و يعلمون به, ولم يكونوا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم و العمل.

و بعد اتساع الفتوحات الإسلامية انتشر الصحابة- رضوان الله عليهم- في البلدان المفتوحة يعلمون أهلها القرآن و يفسرون لهم معانيه و ينشرون علومه من أسباب النزول و الناسخ و المنسوخ و غير ذلك من علوم القرآن.

و قد كثرت الرواية في التفسير عن ثلاثة أصحاب الرسول ، نشأت لكل منهم مدرسة للتفسير تتلمذ فيها طائفة من كبار التابعين , و الصحابة هم : عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في مكة, أبي بن كعب -رضي الله عنه- في المدينة , و عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه- في الكوفة.

و ظل هذا كله معتمدا على الرواية بالتلقين,حتى جاء عصر التدوين في القرن الثاني فبدأ التابعون و من بعدهم بالكتابة في التفسير و القراءات , وأسباب النزول , وغريب القرآن , و الناسخ و المنسوخ, و مشكل القرآن و إعجازه و غير ذلك.

ثم افتتح باب التأليف على مصارعيه فألفت في علوم القرآن مؤلفات كثيرة. ثم اتجهت أنظار بعض العلماء إلى تأليف كتب تتحدث عن علوم القرآن كلها و تعرف بها، و من أشهر مؤلفات على هذا النحو :
  1. البرهان في علوم القرآن للزركشي (794هـ)
  2. الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (911 هـ)
  3. مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني (1367هـ)
  4. مباحث في علوم القرآن للدكتور صبحي الصالح
  5. مباحث في علوم القرآن للدكتور مناع القطان
و غيرها كثير.

تعريف علوم القرآن

تعريف العلوم :
العلوم جمع علم ، و العلم في اللغة مصدر يرادف : الفهم و المعرفة ، وهو نقيض الجهل ؛ يقال علم علما ، فهو عالم . و يرادف : الجزم أيضا في الرأي.
و قيل العلم هو : إدراك الشيء على ماهو به.
و قيل : زوال الخفاء من العلوم. و قيل : العلم صفة راسخة تدرك بها الكليات و الجزئيات وغيرها من التعريف.

تعريف القرآن :
القرآن لغة : مصدر مرادف للقراءة ، و منه قوله تعالى : ((إن علينا جمعه و قرآنه- فإذا قرأناه فاتبع قر آنه))1
و القرآن في الاصطلاح : فهو كلام الله المعجز ، المنزل على الرسول المتعبد بتلاوته ، المنقول عنه نقلا متواترا ، والمكتوب في المصاحف.

تعريف علوم القرآن:
مباحث تتعلق بالقرآن الكريم من ناحية نزوله، وترتيبه و جمعه، وكتابته و قراءته، و تفسيره ، و إعجازه ، و ناسخة و منسوخه ، و دفع الشبه عنه ، و نحو ذلك .

موضوعه :
القرآن الكريم من أية ناحية من النواحي المذكورة في التعريف.

فائدته :
و فائدة هذا العلم ترجع إلى الثاقفة العالية العامة في القرآن الكريم ، و إلى التسلح بالمعارف القيمة فيه ، استعدادا لحسن الدفاع عن حمى الكتاب العزيز ، ثم إلى سهولة خوض غمار تفسير القرآن الكريم به، كمفتاح للمفسرين.


الوحي

تعريفه
لغة : هو الإعلام الخفي.
و يطلق على الإشارة , و الكلام الخفي , و الكتابة , و الإلهام.
شرعا : هو تكليم الله تعالى الأنبياء أو الرسل بطريقة من طرق الوحي.

أقسام الوحي :

الأول : التكليم :
أي تكليم الله رسله, أحيانا بواسطة جبريل, و أحيانا بغير واسطة و على النحو الأول : أنززل القرآن على رسول الله , و على النحو الثاني : كلم الله موسى عليه السلام

الثاني : الرؤيا الصالحة للأنبياء
فهي من الوحي كما حدث لإبراهيم -عليه السلام- حينما رأى في المنام أنه يذبح ابنه ‘سماعيل -عليه السلام- ((قال يبني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ))2
كما حدث لنبينا محمد قبيل نزول القرآن عليه , فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت : أول ما بدئ به الرسول من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم , فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح …. الحديث)) متفق عليه.3

أما الرؤيا الصالحة لغير الأنبياء من المؤمنين فليست وحيا و إنما هي من المبشرات.

الثالث : الإلهام
وهو إلقاء المعنى في القلب حال يقظة, بعكس الرؤيا. فإلهام الأنبياء عليهم السلام وحي؛ لأنهم معصومون من وسوسة الشياطين و من الضلال و الزلل. أما إلهام غير الأنبياء فليس بوحي.

كيف كان نزول الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
لنزول جبريل بالوحي على رسول الله حالتان :

الحالة الأولى : أن يتمثل جبريل على صورة إنسان يراه الحاضرون و يسمعون كلامه.

الحالة الثانية : أن يأتي جبريل الرسول مثل صلصلة الجرس , ولا يراه أحد, و يغط الرسول من ثقل الوحي عليه, وهذه الحالة الأولى.

و دليل هاتين الحالتين حديث عائشة -رضي الله عنها- أن الحارث بن هشام - رضي الله عنه- سأل رسول الله فقال : يا رسول الله , كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم – ((أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشد علي, فيفصم4 عني و قد وعيت عنه ما قال, وأحيانا يتمثل لي الملك5 ر جلا فيكملني فأعي ما يقول)) قالت عائشة ر ضي الله عنها- : و لقد رأيت ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فينفصم عنه و إن جبينه ليتفصد عرقا. رواه البخاري6.


نزول القرآن الكريم

نزول القرآن منجما
أول ما أنزل القرآن على رسوله كان في ليلة القدر من رمضان , قال تعالى : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر))7, وقال تعالى : ((إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين- فيها يفرق كل أمر حكيم ))8 , وقال تعالى : (( شهر رمضان الذي أنول فيه القرآن هدى للناس و بينات من الفرقان...))9, ثم تتابع نزول القرآن الكريم على نبينا محمد منجما (أي مفرقا) حسب الوقائع و الأحداث و حاجات الناس, و ذلك خلال ثلاث و عشرين سنة, منها ثلاث عشرة في مكة , وعشر سنين في المدينة, قال تعالى : (( و قرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا ))10 .
و الذي نزل بالقرآن من الله تعالى إلى النبي جبريل أحد الملائكة المقربين الكرام , قال تعالى : ((و إنه لتنزيل من رب العالمين- نزل به الروح الأمين))11

حكمة نزول القرآن منجما :
لنزول القرآن مفرقا حكم كثيرة منها :
  1. تثبيت فؤاد الرسول , وتقوية قلبه فكلما اشتد الأذى من المشركين على الرسول نزل عليه القرآن ففرح همه و أزال غمه, قال تعالى :(( و قال الذين كفروا لو لا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك و رتلناه ترتيلا- و لا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق و أحسن تفسيرا ))12
  2. تيسير فهمه و تلاوته و حفظه , و استعاب معانيه, و العمل به حيث يقرأ عليهم شيئا فشيئا لقوله تعالى : ((و قرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا))
  3. تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القرآن و تنفيذه حيث يتشوق الناس بلهف و شوق إلى نزول الآية ولا سيما عند اشتداد الحاجة إليها كما في آيات الإفك.13
  4. التدريج في التشريع حتى يصل درجة الكمال كما في آيات الخمر و غيرها, و التدرج في تربية المسلمين و تقوية إيمانهم حيث كانواحديثي عهد بالإسلام حين نزول القرآن.

جمع القرآن و تدوينه

تكفل الله بحفظ القرآن إلى أن تقوم الساعة , وهيأ له من أسباب الحفظ و العناية ما يحقق ذلك . من أول مظاهر هذه العناية كتابة القرآن و جمعه . و قد مر ذلك بثلاث مراحل :

المرحلة الأولى :

في عهد النبي ،
و كان الاعتماد على الكتابة , لقوة الذاكرة, وسرعة الحفظ , وقلة الكاتبين و وسائل الكتابة ؛ ولذلك لم يجمع في مصحف بل كان من سمع آية حفظها أو كتبها فيما تيسر له من عسب النخل و رقاع الجلود و لخاف الحجارة و كسر الأكتاف.
و كان الرسول إذا نزلت عليه الآية أو السورة من القرآن قرأها على أصحابه كما سمعها من جبريل -عليه السلام- , و أمر كتاب الوحي بكتابتها كما قرأها . و كان كتاب الوحي من خيرة الصحابة و منهم : الخلفاء الراشدون, و زيد بن ثابت , و معاوية بن أبي سفيان, و أبي بن كعب -رضي الله عنهم-.

المرحلة الثانية :

في عهد أبي بكر -رضي الله عنه -
في عام 12 هـ , و سببه أنه قتل في وقعة اليمامة عدد كبير من القراء منهم سالم مولى أبي حذيفة أحد الذين أمر النبي بأخذ القرآن عنهم , فأمر أبو بكر - رضي الله عنه- بجمع القرآن لئلا يضيع , ففي صحيح البخاري أن عمربن الخطاب -رضي الله عنه- أشار على أبي بكر- رضي الله عنه- بحمع القرآن بعد وقعة اليمامة فتوقف فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله صدر أبي بكر - رضي الله عنه- لذلك , فأرسل إلى زيد بن ثابت -رضي الله عنه- , فقال أبو بكر رضي الله عنه : إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك,و قد كنت تكتب الوحي للرسول الله فتتبع القرآن فاجمعه . قال فتتبعت القرآن أجمعه من العسب و اللخاف و صدور الرجال فكانت الصحف عند أبي بكر- رضي الله عنه- في حياته, ثم عند حفصة بنت عمر -رضي الله عنها-. رواه البخاري14 مطولا. و قد وافق المسلمون أبا بكر على ذلك و عـدوه من حسناته حتى قال علي رضي الله عنه : ((أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر - رضي الله عنه -رحمة الله على أبي بكر هو أول من حمع جتاب الله ))

المرحلة الثالثة :

في عهد أمير المؤمنين عثمان – رضي االله عنه- في السنة الخا مسة و العشرين,
و سببه : اختلاف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة – رضي الله عنهم- فخيفت الفتنة, فأمر عثمان -رضي الله عنه- أن تجمع هذه الصحف في مصحف واحد. لئلا يختلف الناس فيتنازعوا في كتاب الله تعالى و يتفرقوا. ففي صحيح البخاري أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان من فتح أرمينية و أذربيجان و قد أفزعه من اختلافهم في الكتاب اختلاف اليهود و النصارى , فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك, ففعلت فأمر زيد بن ثابت و عبد الله بن الزبير و سعيد بن العاص و عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف , وكان زيد بن ثابت أنصاريا و الثلاثة قرشيين , و قال عثمان للرهط الثلاثة القرشيين : إذا اختلفتم أنتم و زيد بن ثابت في شيئ من القرآن فامتتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلو حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة و أرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا و أمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. و قد فعل عثمان رضي الله عنه هذا بعد أن استشار الصحابة رضي الله عنهم لما روى ابن أبي داود عن علي رضي الله عنه أنه قال : والله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملإ منا , قال أرى أن نجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة و لا اختلاف , قلنا فنعم ما رأيت . و قال مصعب بن سعد : أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك أو قال لم ينكر ذلك منهم أحد, وهو من حسنات أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه التي وافقه المسلمون عليها.



المكي و المدني

نزل القرآن على النبي صلى الله عليه و سلم مفرقا خلال ثلاث و عشرين سنة قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم أكثرها بمكة قال الله تعالى : ( و قرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث و نزلناه تنزيلا)), و لذلك قسم العلماء رحمهم الله تعالى القرآن إلى قسمين , مكي و مدني :

فالمكي : ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته إلى المدينة.

المدني : ما نزل على النبي بعد هجرته إلى المدينة.

و قد مرت الدعوة الإسلامية خلال فترة نزول القرآن بأطوار و مراحل بحسب حال المسلمين و أعدادهم و استعدادهم, كما أن القرآن اهتم في أول الإسلام بتقرير العقيدة و تصحيحها أولا , ثم تدرج منها إلى بيان الحلال و الحرام و سائر الأحكام الأخرى . و كان ذلك في المدينة غالبا إلى أن أكمل الله الدين . لذلك تجد للآيات و السور المدنية.

خصائص المكي :

  1. قوة الأسلوب و شدة الخطاب ؛ لأن غالب المخاطبين معرضون مستكبرون.
  2. قصر الآيات و قوة المحاجة.
  3. العناية بتقرير التوحيد و العقيدة السليمة خصوصا ما يتعلق بتوحيد الألوهية و الإيمان بالبعث ؛ لأن غالب المخاطبين ينكرون ذلك.
  4. وضع الأسس العامة للتشريع و الأمر بأصول العبادات.
  5. الاستشهاد كثيرا بقصص الأنبياء و السابقين لتقرير مسائل العقيدة و تحذير المشركين مخالفة الرسول صلى الله عليه و سلم و بيان ما جرى للمخالفين من الأمم السابقة.

خصائص المدني :

  1. الغالب في أسلوبه اللين و سهولة الخطاب ؛ لأن غالب المخاطبين مقبلون منقادون .
  2. الغالب فيه طول الآيات و ذكر الأحكام مرسلة بدون محاجة.
  3. الغالب فيه تفصيل العبادات و المعاملات و الحدود.
  4. الإفاضة في ذكر الجهاد و أحكامه , و المنافقين و أحوالهم و هتك أستارهم و تحذير المسلمين منهم, و من أفعالهم .
  5. جدال أهل الكتاب و إثبات تحريف كتبهم و دعوتهم إلى الإسلام.




أسباب النزول

تعريفه : هو ما نزل قرآن بشأنه و قت وقوعه.

فوائد معرفة بسبب النزول:

  1. الاستعانة به على فهم الآية. قال ابن تيمية : ((معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب))
  2. تيسير الحفظ و تسهيل الفهم و تثبيت معنى الآية في ذهن كل من يعرف سبب نزولها, ولهذا نتذكر كثيرا سبب النزول إذا قرأنا الآية و نستحضر الآية إذا تذكرنا سبب النزول.
  3. بيان الحكمة التي دعت إلى تشريع حكم من الأحكام, وإدراك مراعاة الشرع للمصالح العامة في علاج الحوادث رحمة بالأمة.
  4. بيان أن القرآن نزل من الله تعالى , و ذلك أنه ينزل جوابا عن سؤال أو بيانا لأمر خفي على الرسول -صلى الله عليه و سلم-

صيغة سبب النزول

صيغة سبب النزول إما أن تكون نصا صريحا في السببية , و إما أن تكون محتملة.
فتكون نصا صريحا في السببية إذا قال الراوي : ((سبب نزول هذه الآية كذا …)) , أو إذا أتى بفاء تعقيب داخلة على مادة التنزيل بعد ذكر الحادثة أو السؤال, كما إذا قال : ((حدث كذا..)) أو سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كذا فنزلت الآية)). فهاتان صيغاتان صريحاتان في السببية.
فتكون الصيغة محتملة للسببية و لما تضمنته الآية من أحكام إذا قال الراوي :(( نزلت الآيات في كذا ) فذلك يراد به تارة سبب النزول و يراد به تارة أنه داخل في معنى الآية ، و وكذلك إذا قال : ((أحسب هذه الآية نزلت في كذا )) فإن الراوي بهذه الصيغة لا يقطع بالسبب ، فهاتان صيغاتان تحتملان السببية و غيرها كذلك.

العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب :

إذا نزلت الآية لسبب خاص و لفظها عام كان حكمها شاملا لسببها و لكل ما يتناوله لفظها لأن القرآن نزل تشريعا عاما لجميع الأمة فكانت العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص سببه.
مثال ذلك آيات اللعان و هي في قوله تعالى : (( والذين يرمون أزواجهم و لم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين - والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين – و يدرؤ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين – و الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين))

ففي صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن هلال بن بن أمية قذف امرأته عند النبي -صلى الله عليه و سلم – بشريك بن سحماء ، فقال النبي : البينة ، أو حد في ظهرك ، فقال هلال : والذي بعثك بالحق إني لصادق فلينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد ، فنزل جبريل وأنزل عليه : ((والذين يرمون أزواجهم)) فقرأ حتى بلغ : ((إن كان من الصادقين))

فهذه الآيات نزلت بسبب قذف هلال بن أمية لامرأته لكن حكمها شامل له و لغيره بدليل ما رواه البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه – أن عويمرا العجلاني جاء إلى النبي فقال : يا رسول الله رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع ؟ فقال النبي : قد أنزل الله القرآن فيك و في صاحبتك ، فأمرهما رسول الله بالملاعنة بما سمى الله في كتابه فلاعنها ….. الحديث. فجعل النبي حكم هذه الآيات شاملا لهلال بن أمية و لغيره.

القراءات و القراء


القراءات في االلغة : جمع قلراءة و هي التلاوة

و في الاصطلاح :

هي كيفية أداء ألفاظ و كلمات القرآن الكريم و حروفه على وجوهها المختلفة كما رويت عن رسول الله

القراءات السبع و الأحرف السبعة

نزل القرآن الكريم بلسان العربي كما قال نعالى : ((بلسان عربي مبين)). و العرب قبائل كثيرة ، بينها اختلاف اللهجات و في نبرات الأصوات و مخارج الحروف، و شهرة بعض الألفاظ عند قبيلة وندرتها عند أخرى ، و قد ثبت عن رسول الله أنه قال : ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه )) متفق عليه.
و قد ذهب أكثر العلماء إلى أن المراد بالأحرف السبعة سبعة لغات من لغات العرب في المعنى الواحد نحو : أقبل ، و تعالى ، و هلم، ، وعجل، و أسرع فهي ألفاظ مختلفة لمعنى واحد وإليه ذهب سفيان بن عيينة ، و ابن جرير، و غيرهما، ونسبه ابن عبد البر لأكثر العلماء.

و ليس المقصود هنا بالأحرف السبعة أنه على سبع القراءات ؛ لأن عدد القراءات السبع و الأحرف السبعة غير مقصود، و إنما سميت القراءات السبعة نسبة لاشهر القراء و أجدرهم ، فكان عددهم سبعة فسميت بعددهم.
و ليس القراء محصورين في هؤلاء السبعة بل هم كثيرون منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم الذين تلقوا القرآن عن رسول الله و اهتموا بإتقانه إقرائه للناس ، ثم من تلقى عنهم من التابعين ثم أتبع التابعين و هكذا.

و قد ألف بعض أهل العلم في القراءات و جمعوا عددا من القراءات للقراء المشهورين في عصرهم ، و أول من اقتصر على قراءات السبعة هو أبو بكر بن مجاهد (ت 324 هـ) ، و جاء اقتصاره عليهم اتفاقا لأنه أخذ على نفسه ألا يروي إلا عمن اشتهر بالضبط و الأمانة و طول العمر في ملازمة القراء و اتفقت الآراء على الأخذ عنه و التلقي منه.

مشاهر القراء :

أولا : أشهر القراء من الصحابة :

  1. عثمان بن عفان رضي الله عنه توفي سنة 35 هـ.
  2. علي بن أبي طالب رضي الله عنه توفي سنة 40 هـ.
  3. أبي بن كعب رضي الله عنه توفي سنة 19 هـ.
  4. زيد بن ثابت رضي الله عنه توفي سنة 45 هـ .
  5. عبد الله بن مسعود رضي الله عنه توفي سنة 32 هـ.
  6. أبو موسى الأشعري رضي الله عنه توفي سنة 42 هـ.


ثانيا : القراء السبعة : و هم على ترتيب الوفيات.

  1. ابن عامر إمام أهل الشام في القراءة و هو أبو عمران عبد الله بن عامر اليحصبي ,، تابعي جليل ، أخذ القراءة من المغيرة بن أبي شهاب عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن رسول الله ، توفي سنة 118 هـ.
و أشهر من روى قراءته – بواسطة – اثنان هما :
أ ) هشام بن عمار الدمشقي ت 245 هـ.
ب) ابن ذكوان ، واسمه : عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان (242 هـ)
  1. ابن كثير ، و هو أبو معبد عبد الله بن كثير الداري، و كان إمام الناس في القراءة في مكة ، لقي عددا من الصحابة ، و قرأ على عبد الله بن السائب المخزومي الصحابي عن أبي بن كعب و عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما – عن رسول الله . توفي سنة : 120 هـ .
و اشتهر بالرواية عنه – بواسطة – كا من :
أ)البزي ، وهو أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله (250 هـ)
ب) قنبل ، وهو أبو عمر محمد بن عبد الرحمن المخزومي و ((قنبل )) لقبه ( 291 هـ)

  1. عاصم إمام الكوفة، وهو أبو بكر عاصم بن أبي النجود الأسدي ، و كان كفيفا ، قرأعلى زر بن حبيش عن ابن مسعود و زيد بن ثابت ، وأبي بن كعب عن رسول الله . توفي سنة 127 هـ .
و أشهر من روى عنه القراءة – المباشرة – كل من :
أ ) أبو بكر شعبة بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي (193 هـ)
ب)حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي (180 هـ ) و قد تربى في بيت عاصم . و أكثر روايات القرآن انتشارا في العالم اليوم هي رواية حفص عن عاصم.

  1. أبو عمرو بن العلاء إمام البصرة ، و اسمه زبان البصري قرأ على الحسن البصري عن أبي العالية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن رسول الله ، وقرأ على جماعة من التابعين . توفي سنة 154 هـ.
و أشتهر روايات عنه -بواسطة – كل من :
أ ) الدوري ، وهو أبو عمر حفص بن عمر (246هـ).
ب) السوسي , وهو أبو شعيب صالح بن زياد (261 هـ).
  1. حمزة إمام الكوفة ، وهو أبو عمارة ححمزة بن حبيب الزيات ، قرأ على الأعمش عن يحيى بن و ثاب عن زر بن حبيش عن عثمان و ابن مسعود رضي الله عنهما عن رسول الله . توفي سنة 156 هـ.
و ممن أخذ عنه القراءة – بواسطة – كل من :
أ ) خلف بن هشام البزاز (229 هـ ).
ب) خلاد بن خالد الصيرفي (220 هـ ).

  1. نافع إمام المدينة، وهو أبو رويم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني ، أخذ القراء ة عن أبي جعفر القارئ و فيره من التابعين عن ابن عباس و أبي هريرة عن أبي بن كعب عن رسول الله . توفي سنة 169 هـ.
و ممن أخذ القراءة عنه – مباشرة – كل من :
أ ) قالون ، وهوأبو موسى عيسى بن مينا المدني (220 هـ).
ب) ورش ، وهو أبو سعيد عثمان بن سعيد المصري (197 هـ ).

  1. الكسائي إمام الكوفة ، وهو أبو الحسن علي بن حمزة ، أخذ القراءة عى حمزة الزيات الذي سبق ذكره ، توفي سنة 189 هـ.
و ممن أخذ القراءة عنه - مباشرة – كل من :
أ ) أبو الحارص الليث بن خالد الروزي (242 هـ ).
ب) الدوري , وهو أبو عمر حفص بن عمر ( 246 هـ ).

و قد ألحق بعض العلماء بهؤلاء السبعة ثلاثة آخرين فصاروا عشرة و من جاءت تسمية القراءات العشر ، وهي مشهورة و معتبرة عند الأئمة.




الرسول







عثمان بن عفان

ابي بن كعب
عمر بن الخطاب

عثمان بن عفان
علي بن أبي طالب
ابن مسعود
أبي بن كعب

عمر بن الخطاب

عثمان بن عفان
ابن مسعود

ابي بن كعب


المغيرة بن أبي شهاب

عبد الله بن السائب

أبو عبد الرحمن السلمي

أبي العالية

زر بن حبيش

أبو هريرة
ابن عباس

عبد الله بن ابي عامر

عبد الله بن كثير

عاصم بن أبي النجود

الحسن البصري

الأعمش

أبو جعفر القاري



أشهر من روى عنه :
1- هشام بن عمار
2- ابن ذكوان




أشهر من روى عنه :
1- البزي
2- قنبل



أشهر من روى عنه :
1- أبو بكر شعبة بن عياش
2- حفص بن سليمان



أشهر من روى عنه :
1- الدوري
2- السوسي

حمزة الزيات

نافع
أشهر من روى عنه :
1- خلف بن هشام
2- خلاد بن الصيرفي



أشهر من روى عنه :
1- قالون
2- ورش

الكسائي
قراءة عاصم أكثر الرواؤات انتشارا في العالم
1- أبو الحارث المروزي
2- الدوري










القسم في القرآن الكريم

تعريف القسم :
القسن بفتح القاف و السين : اليمين، وهو تأكيد الشيء بذكر معظم بالواو أو إحدى أخواتها .

أدوات القسم :

الأصل في القسم أنه يؤدي بلفظه القسم ( أقسمت بالله ) و ما يقوم مقامها بمثل : (حلفت بالله)، و قد ورد لفظ القسم في القرآن في آيات كثيرة مثل قوله تعالى : ((لا أقسم بيوم القيامة))

و قد يحذف فعل القسم , وتنوب عنه الحروف كالباء و الواءو و التاء . وقد ورد القسم في القرآن الكريم بحرف الواو مثل قوله تعالى : ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ))
و كذلك حرف التاء كقوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام : ((و تالله لأكيدن أصنامكم ))

المقسم به :

الله تعالى يقسم بنفسه و بغيره من مخلوقاته العظيمة الدالة على عظمته تعالى . فمثال القسم بنفسه قوله تعالى ((فورب السماء و الأرض إنه لحق مثل أنكم تنطقون))

ومثال القسم بغيره من مخلوقاته قوله تعالى : ((و الشمس و ضحاها))
أما المخلوق فلا يجوز له الحلف بغير الله ؛ لما صح عن رسول الله أنه قال : ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)) رواه الترمذي.

فائدة القسم :

للقسم في القرآن الكريم فوائد كثيرة ، منها :

  1. تأكيد الحق في نفوس السامعين ، و إزالة الشك و الريب و الذي يعتري بعض الناس.
  2. تقوية إيمان المؤمنين ، و إلزام الحجة و إقامة البرهان على الكافرين.
  3. بيان عظمة الخالق سبحانه بما أقسم به من مخلوقاته العظيمة.


القصص في القرآن الكريم

تعريف القصص :
القصص و القص في اللغة : هو تتبع الأثر ، قال تعالى : ((فارتدا على ءاثارهما قصصا)) أي : يتتبعان أثرهما، و القصة تطلق على الخبر و الحال ، وعلى الحديث.

و في الاصطلاح :
الإخبار عن قضية ذات مراحل يتبع بعضها بعضا.
و المقصود بقصص القرآن : ما ورد فيه من أخبار عن الماضين من الأمم و الأنبياء و غيرهم ، وما ورد فيه من ذكر للحوادث الواقعة.
و قصص القرآن أصدق القصص لقوله تعالى : ((ومن أصدق من الله حديثا))

و أحسن القصص لقوله تعالى : (( نحنةنقص عليك أحسن القصص))
وأنفع القصص لقوله تعالى : (( لقد كان في قصصهم عبرة لأول الألباب))

أنواع القصص:

القصص في القرآن ثلاثة أنواع :

  1. قصص الأنبياء ، و دعوتهم أقوامهم ، و المعجزات التي أيدهم الله بها و ما جرى لهم مع المؤمنين بهم و الكافرين.
  2. قصص تتعلق بحوادث غابرة ، و أفراد و طوائف جرى لهم ما فيه عبرة ، كقصة مريم ، لقمان ، و الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ، و الذي خرجوا من ديارهم و هم ألوف حذر الموت ، و قصة ذي القرنين ، و قارون ، و أصحاب الكهف، وأصحاب الفيل ، و أصحاب الأخدود و غيرهم.
  3. وقصص من حوادث ، و أ قوام في عهد النبي كقصة الإسراء و المعراج و غزوة بدر و أحد و الأحزاب و حنين و تبوك و بني قريظة و بني النضير و زيد بن حارثة و أبي لهب و غي ذلك.

الحكمة من تكرار القصص:

من القصص القرآنية ما يأتي متكررا حسب ما تعو إليه الحاجة و تضتضيه المصلحة كقصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل ، و مع فرعون ، و كقصة نوح ، و إبراهيم ، و عيسى ،و صالح ، و هود عليهم السلام مع أقوامهم .

و إذا تأملنا في هذه القصص نجد أنها تتكرر بأساليب متعددة و صور متنوعة من حيث الطول و القصر ، و ذكر يعض جوانب القصة في موصوع دون آخر ، ومن الحكمة من هذا التكرار :

  1. بيان أهمية تلك القصة لأن تكرارها يدل على العناية بها.
  2. كثرة الدروس و العبر ، و تنويعها حسب الحاجة إليها .
  3. مراعاة الزمن و حال المخاطبين بها ، ولهذا تجد الإيجاز و الشدة غالبا فيما أتى من القصص في السور المكية , والعكس فيما أتى في السور المدنية .
  4. بيان البلاغة القرآن في ظهور هذه القصص بأساليب مختلفة ، على ما تقتضيه الحال دون إخلال بموضوع القصة و سياق أحداثها.
  5. ظهور صدق القرآن ، و أنه من عند الله عز و جل حيث تأتي هذه القصص متنوة بدون تناقض .

فوائد القصص :

للقصص القرآني فوائد منها :

  1. تقرير عقيدة التوحيد و عرضها و تثبيتها في النفوس بأساليب متنوعة من خلال قصص الأنبياء مع أممهم مع بيان إتقان الأنبياء في أصول الدعوة إلى الله تعالى . قال تعالى : (( و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون))
  2. تثبيت قلب النبي و قلب أتباعه و تقوية عزيمتهم و ثقتهم بنصر الله من خلال قصص للنبيين قبله، وما لاقوه من أقوامهم من صدود أذى ، و صبرهم حتى جاءهم نصر الله . كما قال تعالى : (( فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير و الله على كل شيء وكيل ))
  3. بيان ما تضمنته هذه القصص من الدروس و العظات لمن وفقه الله للتأمل و الاعتبار، كما قال تعالى : ((لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب))
  4. إظهار صدق النبي في دعوته بما أخبر به عن أحوال الماضين و الأمم السابقة التي لا يعلمها إلا الله ، قالى تعالى : (( تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ))
  5. تحذير الافرين من الاستمرار في كفرهم ، وإقامة الحجة عليهم و بخاصة أهل الكتاب الذين يعرفون الحق ثم يجحدونه ، قال تعالى : ((أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم و للكافرين أمثالهم))، وغيرها كثير.

الأمثال في القرآن الكريم

تعريف الأمثال :
المثل و المثل و المثيل كالشبه و الشبيه لفظا و معنى.
فالمثل في القرآن هو تشبيه شيء بشيء في حكمه ، وتقريب المعقول من المحسوس.
((إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه))
ويطلق كذلك على الحال و القصة العجيبة نحو قوله تعالى : ((مثل الجنة التي وعد المتقون)) أي قصتها وصفتها يتعجب منها.

أنواع الأمثال في القرآن :

تنقسم الأمثال إلى ثلاثة أنواع :
  1. الأمثال المصرحة : و هي ما صرح فيها بلفظ الممثل أو ما يدل على التشبيه ، وهي كثيرة منها قوله تعالى : ((نثلهن كمثل الذي استوقد نارا...)
  2. الأمثال الكامنة ، وهي التي لم يصرح فيها ما فيها بذكر المثل، ولكنها تدل على منعان رائعة في إيجاز ، و يمثلون لهذا النوع بأمثلة منها :
  1. ما في معنى فولهم (خير الأمور الوسط) ، يقابله من الأمثال القرآن قوله تعالى : (( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط))
  2. ما في معنى قولهم : ( ليس الخبر كالمعاينة ) يقابله من الأمثال القرآن قوله تعالى : ((قال بلى و لكن ليطمئن قلبي))
  1. الأمثال المرسلة : و هي جمل أرسلت إرسالا من غير تصريح بلفظ التشبيه، فهي آيات جارية مجرى الأمثال ، ومن ذلك قوله تعالى : ((ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله))، وقوله تعالى : ((وعسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم ..)
فوائد الأمثال في القرآن :
  1. تصوير المعنى المراد بصورة المحسوس لتقريبه إلى الذهن و فهم المراد كتمثيل الذي ينفق ماله رياء فلا يكون له أجر بقوله تعالى : ((فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا و الله لا يهذي القوم الكافرين ))
  2. جمع المعاني الرائعة في عبارات موجزة كما سبق.
  3. الترغيب في فعل الخير وذلك بتشيه عاقبة ذلك بما هو محبب إلى النفس كضرب المثل لمن ينفق ماله في سبيل الله بحبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة .
  4. التنفير من المعاصي و ذلك بتمثيل فعلها بما تنفر منه النفوس كتمثيل الغيبة بأكل لحم الميت.
  5. يضرب المثل لمدح الممثل كقوله تعالى ((و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فئازره فاستغلظ فاستوى على سوقه))
  6. يضرب المثل لذم الممثل حيث يكون له صفة قبيحة كقوله تعلى : (( فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث لك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون – شاء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا...))

و قد أكثر الله تعالى من الأمثال في القرآن الكريم للتذكرة و العبرة ، قال تعالى : ((ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتفكرون))
كما استعملها الرسول في كثير من الأحاديث ، فينبغي أن يستعين بها المربون و يعتبرونها من وشائل جذب الانتباه و الإيضاح و التشويق ليتمكنوا من إيصال ما يريدون إلى المستمع.




النسخ في القرآن الكريم

تعريف النسخ :

النسخ في اللغة : هو الإزالة و التبديل .
و في الاصطلاح : هو رفع حكم شرعي بدليل شرعي متأخر عنه.

وقوع النسخ :

وقع النسخ في القرآن الكريم في عهد الرسول وقت نزول الوحي ، رحمة بالمسلمين و رأفة بهم ، حيث كانوا حديثي عهد بالإسلام ، كانوا في جاهليتهم قد اعتدوا على أخلاق و تقاليد لا يرضاها الله ، ولا تقرها الشريعة ، فلما جاء الإسلام أخرجهم الله به من أحكام الجاهلية إلى حكم الله و شرعه بالتدرج حتى تتعود نفوسهم على قبول الحق ، و تتخلص من موروثات الباطل.
و هذا التدرج في التشريع اقتضى وجود النسخ في القرآن الكريم ، وقد دل القرآن على وقوع النسخ فقال تعالى : (( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ))

و قال تعالى ردا على الكفار حين أنكروا النسخ : ((وإذا بدلنا آية مكان آية و الله أعلم بما ينزل قالو أنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون))
و النسخ يكون في الأحكام الشرعية، ولا يقع في العقيدة و لا في الأخبار.
كما أن النسخ مخصوص بزم ن الوحي في حياة الرسول ، أما بعد وفاته فقد أكمل الله الدين و انفطع الوحي فلا يقع النسخ ، ثم إن النسخ في القرآن الكريم قليل و في آيات معدودة.

أنواع النسخ في القرآن :

النسخ الواقع في القرآ،ن الكريم من حيث التلاوة و الحكم على ثلاثة أنواع :

النوع الأول : نسخ تلاوة الآية و حكمها:
أي أن ترفع الآية من القرآن و يزول حكمها ، و مثاله :
عن عائشة رضي الله عنها – قالت : ((كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات فتوي رسول الله و هن مما يقرأ من القرآن)). فقد نسخت العشر رضعات تلاوة و حكما ، أما الخمس رضعات فقد نسخت من تلاوة القرآن و بقي حكمها ، و يظهر أن نسخ تلاوتهم لم يبلغ كل الناس إلا بعد وفاة الرسول فتوفي بعض الناس يقرؤها.

النوع الثاني : نسخ حكم الآية مع بقاء تلاوتها في المصحف .
و مثاله قوله تعالى : ((يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ))
فقد نسخ حكمها بقوله تعالى : (( أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا و تاب الله عليكم فأقيموا الصلاة و آتوا الزكاة و أطيعوا الله و رسوله )) ، و هذا النوع هو الأكثر في القرآن .

النوع الثالث : نسخ التلاوة مع بقاء الحكم :
ومثاله قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (( إن الله بعث محمدا صلى الله عليه و سلم بالحق ، و أنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها ، وعقلناها ، فرجم رسول الله و رجمنا بعده ...)) . و كذلك من أمثلته نسخ الخمس رضعات الذي سبق في النوع الأول .

النسخ إلى بدل و إلى غير بدل

و النسخ يكون إلى بدل و إلى غير بدل ، و النسخ إلى بدل إما إلى بدل أخف ، و إما إلى بدل مماثل و إما إلى بدل أثقل، وإليك المثال لكل قسم من هذه الأقسام :

  1. النسخ إلى إلى غير بدل : كنسخ الصدقة بين يدي رسول الله . و قد سبق ذكر الآيات الدالة على ذلك.
  2. النسخ إلى بدل أخف كما في قوله تعالى : ((والذين يتوفون منكم و يذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج)) ، فبمقتضى هذه الآية كانت العدة للمتوفى عنهت زوجها حولا كاملا و قد نسخها قوله تعالى : ((والذين يتوفون منكم و يذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر و عشرا )) ، فأصبحت العدة لأربعة أشهر و عشرا.
  3. النسخ إلى مماثل كنسخ التوجه إلى بيت المقدس بالتوجه إلى الكعبة في قوله تعالى : (( فول وجهك شطر المسجد الحرام ))
  4. النسخ إلى بجل أثقل كنسخ الحبس في البيوت في قوله تعالى : ((والتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا )) . بالجلد للبكر أو الرجم للثيب.
الحكمة من النسخ :

للنسخ فوائد و حكم كثيرة منها :
  1. التدرج في تربية الأمة أثناء فترة انتقالها من الجاهلية إلى الإسلام مراعاة لمصالح العباد، للوصول بهم إلى مرتبة الكمال.
  2. التخويف على المسلمين و بيان نعمة الله عليهم في نسخ =الأحكام من الاثقل إلى الأخف.
  3. الابتلاء و الاختبار لإيمان المسلمين و ثبرهم ، وزيادة ثوابهم في نسخ الأحكام من الأخف إلى الأثقل.


ترجمة معاني القرآن

معنى الترجمة :

الترجمة لغة : البيان و الإيضاح.
و اصطلاحا : التبير عن الكلام بلغة أخرى .

أنواعها و حكم كل أنواع :

الترجمة نوعان :

النوع الأول : ترجمة حرفية : و ذلك بأن توضع ترجمة كل كلمة بإزائها ، و هذا يعني الترمة من اللغة العربية إلى لغة أخرى مع تطابق المعاني و المدلولات اللفظية، والمحافظة على نظم العبارات و ترتيبها.

النوع الثاني : ترجمة نعنوية أو تفسيرية : و ذلك بأن يعبر عن معنى الكلام بلغة أخرى من غير مراعاة المفردات و الترتيب ، فهي ترجمة تفسير القرآن الكريم .

حكم النوع الأول :

الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة، وذلك لأنه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروط لا يمكن تحققها معها و هي :
  1. وجود مفردات في اللغة المترجم إليها بإزاء جروف اللغة المترجم منها.
  2. وجود أدوات المعاني في اللغة المترجم إليها مساوية أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها .
  3. تماثل اللغتين المترجم منها و إليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل و الصفات و الإضافات .
و قال البعض إن الترجمة الحرفية يمكن تحققها في بعض آيات أو نحوها ولكنها و إن أمكن تحققها محرمة لأنها لا يمكن تؤدي المعنى بكماله و لا أن تؤثر في النفوس تأثير القرآن العربي المبين ، و لا ضرورة إليها لإمكان الاستغناء عنها بالترجمة المعنوية .
وعلى هذا فالترجمة الحرفية محرمة اللهم إلا أن يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها من غير أن يترجم التركيب كله فلا بأس.

حكم النوع الثاني :
الترجمة المعنوية للقرآن جائزة في الأصل لأنه لا محذور فيها ، و قد تجب حين لا يمكن إبلاغ القرآن و الإسلام لغير الناطقين باللغة العربية إلا بها ، لأن إبلاغ ذلك واجب ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .

شروط صحة ترجمة معاني القرآن :

يشترط لجواز الترجمة المعنوية الشروط التالية :

  1. أن يكون المترجم موثوقا في دينه و عقيدته و فكره و سلوكه.
  2. أن يكون المترجم ملما باللغتين العربية و المترجم إليها .
  3. أن يكون المترجم عالما بالتفسير و أصوله و علوم القرآن ، أو تكون الترجمة تحت إشراف عالم بها.
  4. أن تكون الترجمة عن تفسير موثوق و مأمون في العقيدة والمنهج.
  5. ألا تجعل الترجمة بديلا عن القرآن بحيث يستغنى بها عنه ، و على هذا فلا بد أن يكتب القرآن باللغة العربية و إلى جانبه هذه الترجمة لتكون كالتفسير له .


التفسير

تعريف التفسير :

التفسير في اللغة هو : البيان و الإيضاح .

و في الاصطلاح : بيان معاني القرآن الكريم و أحكامه و ألفاظه.

فالتفسير يشمل علوم القراءات ، و الناسخ و المنسوخ ، و أسباب النزول ، و اللغة و البيان و البلاغة و الإعجاز و الإعراب ،و الأحكام ، وغيرها من العلوم التي يحتاج إليها في تفسير القرآن.

نشأة التفسير و تطوره :

نزل القرآن الكريم على الرسول بلسان عربي مبين ، قال تعالى : ((إنا أنزلنناه قرآنا عربيا )) . وقال سبحانه ك ((بلسان عربي مبين)) . وقد تكفل الله تعالى لرسوله بحفظ القرآن و بيانه ، قال تعالى : (( إن علينا جمعه و قرآنه – فإذا قرأناه فابع قرآنه – ثم إن علينا بيانه )) .
فكان النبي يفهم القرآن ، وكان عليه أن يبينه لأصحابه ، قال تعالى : ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس)).
و كان الصحابة رضي الله عنهم يفهمون القرآن كذلك لأنه نزل عليهم بلغتهم و لكنهم يتفاوتون في الفهم، فقد يغيب عن واحد منهم ما لا يغيب عن الآخر .
فإن أشكلت عليهم كلمة أو يخفى عليهم معنى سألوا الرسول أو سأل بعضهم بعضا. و مما سأل الصحابة – رضي الله عنهم – عنه الرسول معنى الظلم في قوله تعالى : الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون)) . فقالوا : وأينا لم يظلم نفسه يا رسول الله ففسره النبي –صلى الله علي وسلم – بأنه الشرك ، واستدل بقوله تعالى : ((إن الشرك لظلم عظيم)).
و لما اتسعت الفتوحات الإسلامية و فتحتت البلدان و أقبل أهلها يتعلمون أمور الدين لم يكن كثير منهم عربا خلصا كالصحابة ، فاحتاجوا إلى بيان كثير من كلمات القرآن و معانيه فقام بذلك الصحابة ،و قد كانو يفسرون القرآن بالقرآن لأن آيات القرآن يفسر بعضها بعضا ، و بأقوال الرسول فإن لم يجدوا التفسير في القرآن و لا في السنة اجتهدوا في تفسيره، فهم قد شهدوا التنزيل و حضروا الأحداث في عهد رسول الله ، وهم أعلم من غيرهم بالتفسير ، و قد شتهر عدد من الصحابة بالتفسير ، منهم الخلفاء الأربعة الراشدون ، و عبد الله بن مسعود و أبي بن كعب و ابن الزبير ، وعائشة و غيرهم رضي الله عنهم أجمعين . و تلقى التابعون التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم فهم أعلم الناس بالتفسير بعد الصحابة رضي الله عنهم .

و قد اتسع باب التفسير في عهدهم فأصبحوا يفسرون كثيرا من الآيات التي لم يفسها الصحابة لوضوحها عندهم .

و قد اشتهر عدد من التابعين بالتفسير منهم : سعيد بن جبير ، ومجاهد بن جبر ، وعكرمة ،و طاووس ،و عطاء بن أبي رباح ، وزيد بن أسلم ، وعامر الشعبي ،و الحسن البصري ، و قتادة بن دعامة السدوسي و غيرهم .
ثم اتسع باب التفسير بعد عهد التابعين حتى شمل القرآن كله ، وبعد عهد التدوين و الكتابة للتسير بعد أن كان عن طريق التلقي فحسب، ومن المؤلفات في هذه المرحلة تفسير ابن جرير الطبري و تفسير ابن أبي حاتم و غيرها .

و التفسر في هذه المرحلة شامل لكل آيات القرآن غالبا ، و مروي بالإسناد إلى رسول الله أو الصحابة رضي الله عنهم أو التابعين رحمهم الله تعالى . ثم قامت طائفة من العلماء بالتأليف في التفسير فاختصروا الأسانيد و أوردوا أقوالا دون أن ينسبوها لأصحابها، وضمنوا تفاسيرهم آراءهم و اجتهاداتهم في معاني الآيات ، وصار كل من برع في علم ملأ تفسيره بهذا العلم ، فالنحوي مثلا إذا ألف تفسير ملأه بأوجه الإعراب و قواعد النحو و مسائله حتى كأنه كتاب نحو ، مثل تفسير (البحر المحيط) لأبي حيان ، و الفقيه يكاد يسرد أبوواب الفقه و يتوسع في فروعه و يرد على المخالفين و يتوسع في ذلك ك الجصاص و القرطبي و هكذا .
و كذلك صار صاحب البدعة يؤول كلام الله على مذهبه الفاسد كالزمخشري من المعتزلة و غيره.
وقد سلك المفسرون في العصور المتأخرة مسلكا جديدا بتحسين العبارة و العناية بالأسلوب و الترتيب ، كما اعتنوا بجانب الإصلاح الاجتماعي و توجيه الناس إلى ما يقعون من عادات مخالفة لأحكام القرآن الكريم وتوجيهاته كالشيخ محمد بن عبد الوهاب و محمد رشيد رضا و الشنقطي و عبد الرحمن السعدي و الأستاذ سيد قطب رحمهم الله تعالى .

أقسام التفسير :

ينقسم التفسير للقرآن الكريم إلى قسمين :

القسم الأول : التفسير بالمأثور :

أي المأثور عن رسول الله و أصحابه رضي الله عنهم ، و يسمى التفسير بالرواية ؛ لأنه يعتمد على تفسير القرآن بالقرآن و بما صح عن الصحابة و التابعين و أئمة المفسرين في القرون الثلاثة المفضلة ؛ لأنهم أعلم و أحكم و أكثر اتباعا للسنة .
و هذا النوع من التفسير هو أوثق أنواع التفسير و أجلها وأجدرها بالاتباع و هو الأصل.

القسم الثاني : التفسير بالرأي :

أي التفسير الذي يستنبط بالرأي و الاجتهاد ، وهذا النوع من التفسيسر أقل اعتبارا و منزلة من النوع الأول ، لأنه يعتمد على اجتهاد البشر في استنباط معاني كلام الله تعالى . و ينقسم من حيث القبول و الرد إلى ضربين :

الضرب الأول : مقبول وهو ما لا يتعارض مع المأثور عن رسول الله و عن الصحابة رضي الله عنهم أو ما اجتمع عليه السلف رحمهم الله ، ويشترط لمن يتولى هذا التفسير أن يكون عالما باللغة و بالتسير بالمأثور و بعلوم القرآن و أصول التفسير، وأن يكون سليم العقيدة غير المعتقد غير مبتدع و لا متعصب لرأي.

الضرب الثاني : غير مقبول : وهو ما تعارض مع التفسير بالمأسور الثابت أو ما يتفق عليه الأمة أو خالف أصول العقيدة و قواعد الشريعة ، أو لم تتوفر في قائله شروط المفسر .
و يينبغي الإشارة هنا إلى أنه لا يجوز الخوض في الأمور الغيبية بمجرد الرأي ، كما لا يجوز القول في القرآن بغير علم ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ((من قال في القرآن بغير علم فاليتبوأ مقعده من النار)). رواه الترمذي و قال : حديث حسن صحيح.

التعرف بأشهر كتب التفسير و المفسرين :

  1. ابن جرير الطبري :
هو الإمام محمد بن جرير الطبري ، ولد سنة 224 هـ في طبرستان ، إمام التفسير في زمانه ، وكان عالما بالقراءات و الحديث ، والفقه و الأصول و التاريخ ، وله مؤلفات في هذه العلوم ،وغيرها منها تفسيره ( جامع البيان في تأويل آي القرآن ) و تاريخه (تاريخ الأمم و الملك) و غيرها ، توفي -رحنه الله – سنة 310 هـ ، وتفسيره من أجل كتب التفسير بالمأثور و أسلمها و أصحها و أجمعها و أنفعها قال النووي : (لم يصنف أحد مثله ) عرض فيه أقوال الحابة و التابعين مع عنايته بالاستنباط و الترجيح و بيان ما يخفي من الإعراب ، ويروي بالأسانيد ، ويتحرى الدقة و الامانة و الصحة فيما يرويه ، مع سلامة المعتقد و التزام منهج السلف وهو كبير الحجم و قد قام الشيخان أحمد و محمود شاكر بتحقيقه و تخريج أحاديثه لكن لم يتماه.

  1. ابن كثير :
هو الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عملر بن كثير الدمشقي أبو الفداء ، ولد سنة 701 هـ ، عالم بالتفسير و الحديث و علومه و الرجال و التاريخ ، وقد أخذ عن شيخ الإسلام ابن تيمية ، وله مؤلفات كثيرة منها في التفسير ( تفسير القرآن العظيم) ، و كتابه (البداية و النهاية)من أشهر مؤلفاته في التاريخ وغيرها. توفي ؤحمه الله سنة 774 هـ و تفسيره من أشهر كتب التفسير بالمأثور، وعبارته سهلة موجزة ، فهو من أنفع التفاسير للقراء ، ويعتني بذكر الشواهد من الآيات الأخرى ، يقارن بين هذه الآيات حتى يظهر المعنى المراد مع الاستشهاد بالأحاديث و الآثار و تفسير السلف ، وبيان درجة الأحاديث أحيانا ، و نقل فيه الروايات الضعيفة و الآراء الشاذة، وهو متوسط الحجم ، طبع في أربع مجلدات.

  1. القرطبي :
هو أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري الخزرجي الأندلسي ، عالم فذ من علماء المالكية ، له مصنفات كثيرة ، أشهرها كتابه في التفسير (الجامع لأحكام القرآن) . توفي -رحمه الله – سنة 671 هـ . و تفسيره لم يقتصر على آيات الأحكام ، وإنما يفسر القرآن الكريم تباعا ، فيدكر سبب النزول ، ويعرض للقراءات و الإعراب ، ويشرح الغريب من الألفاظ و يضيف الأقوال إلى قائلها ، وينقل عن العلماء السابقين الموثوقين ولا سيما من ألف منهم في كتب الأحكام ،ويفيض في بحث آيات الأحكام فيذكر مسائل الخلاف ، و يسوق أدلة كل رأي و يعلق عليه ، ويرجح ما يراه راجحا . و الكتاب كبير الحجم وهو مطبوع .
  1. الشوكاني :
هو محمد بن علي الشوكاني اليماني ، ولد سنة 1173 هـ ن وكان مجتهدا عالما بالتفسير و الحديث و الفقه و اللغة و غيرها ، وله مؤلفات كثيرة أشهرها (فتح االقدير لجامع بين فني الرواية و الدراية من علم التفسير ) و كتابه (نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ) في الحديث و غيرها . توفي -رحمه الله – سنة 1250 هـ.
وتفسيره من أجود كتب التفسير التي جمعت بين التفسير بالمأثور و التفسير بالرأي بعبارات موجزة و اشتمل مع اختصاره على جوانب التفسير المهمة في اللغة و البلاغة، والأحكام و غيها ، كما يسرد الأحاديث و الآثار المتعلقة بالآيات ، و هو متوسط الحجم و قد طبع.

  1. السعدي :
هو عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، ولد في عنيزة بالقصيم سنة 1307 هـ ، حفظ القرآن صغيرا ، ثم اشتغل بطلب البوم الشريعة حتى قال أقرانه، وكان عالما بالتفسير و الحديث و الفقه و التوحيد ، له مؤلفات كثيرة من أشهرها (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) و (طريق الوصول إلى العلم المأمول) و غيرها ، وقد طبعت مؤلفاته -مجموعة في سبعة مجلدات . توفي -رحمه الله – سنة 1372 هـ .
و تفسيره ميسر وواضح العبارة ، يعتني بالمعنى الإجمالي للآيات دون استطراد إلى ما يتفرع من ذلك مع عناية بالعقيدة خصوصا و ذكر الحكم و الفوائد المستنبطة دون إطالة . وحجمه متوسط ، وقد طبع.
  1. الشنقطي :
هو محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي ، ولد في شنقيط بموريتانيا سنة 1325 هـ و تعلم بها ، ثم رحل إلى المدينة النبوية ، ودرس في المسجد النبوي و الجامعة الإسلامية بالمدينة ، له مؤلفات عديدة أشهرها تفسيره (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) ، وكتاب (آداب البحث و المناظرة) و غيرها. توفي -رحمه الله – سنة 1393هـ .
و تفسيره معتمد على إيضاح آيات القرآن بالآيات الأخرى التي تفسرها، والتوسع في تفسير آيات الأحكام ، مع الاهتمام بالمعانى اللغوية و البيانية و الأصول و العقيدة، والإشارة إلى بعض مشكلات المسلمين في العصر الحاضر ، وموقعهم من الحضارة الغربية مبينا أن العلاج الناجع هو التزام القرآن الكريم و السنة المطهرة . و التفسير كبير الحجم ، وقد طبع.

1سورة القيامة : 17-18
2سورة الصافات :102
3صحيح البخاري ، كتاب بدء الوحي ، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله و صحيح مسلم رقم 252 ، كتاب الإيمان ، باب بدء الوحي إلى رسول الله ، و اللفظ للبخاري.
4أي ينقطع و يقلع عني
5هو جبريل عليه السلام
6صحيح البخاري ، كتاب بدء الوحي ، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله رقم 2
7سورة القدر : آية 1
8سورة الدخان : آية 3-4
9سورة البقرة : آية 185
10سورة الإسراء : آية 106
11سورة الشعراء : آية 192-193
12سورة الفرقان : آية 32،33
13سورة النور , الآيات من آية (11) إلى (20
14رواه البخاري ، كتتاب فضائل القرآن ، باب جمع القرآن 12/9.
Selengkapnya...